يعكف باحثون من جامعة وسط فلوريدا بالتعاون مع باحثين من معهد جورجيا
للتكنولوجيا (في الولايات المتحدة) على تطوير أداة تشبه النظارات لحماية أعين
الجنود والطيارين وأفراد الشرطة حال التعرض لهجوم بأشعة الليزر التي قد
تفقدهم بصرهم وتعرّض حياتهم للخطر.
وقد توصل فريق الباحثين -الذي يضم مهندسين وكيميائيين واختصاصيي بصريات،
يقودهم الدكتور إيريك فان أستريلاند- إلى التقنية التي تجعل أسطح العدسات
قاتمة أو معتمة بسرعة كافية عند تعرضها لأشعة الليزر.
والخطوة التالية هي دمج هذه التقنية في أداة صغيرة يستطيع الطيارون والجنود
وأفراد الشرطة ارتداءها دون أن تعوقهم عن أداء مهماتهم؛ أي أن حجم هذه الأداة
يجب ألا يزيد عن حجم النظارات التقليدية.
ولا شك أن سرعة استجابة المادة الكيميائية -التي تصير قاتمة (أو معتمة) لدى
تعرضها لأشعة الليزر- هي أهم الخصائص التي ستصمم عليها النظارات الواقية
الجديدة، فشعاع الليزر يقطع مسافة قدم (30 سنتيمتر) في جزء من مليار جزء من
الثانية، مما يعني أنه قادر -خلال جزء من مليون جزء من الثانية- على إصابة
طيار في طائرة تسير بسرعة 10 آلاف قدم في الثانية.
وستكون مواد العدسات شفافة حتى تسمح بالرؤية من خلال تلك النظارات الواقية،
وكذلك سيراعى أن تكون هذه المواد قادرة على التعرف على الألوان المختلفة
لأشعة الليزر، وستؤدي طاقة شعاع الليزر إلى استثارة إلكترونات المواد
الكيميائية في العدسات لتصير قاتمة (معتمة) بصورة مؤقتة.
وقد ذكر الدكتور أستريلاند أنه وفريقه لن يركنوا إلى المادة الواقية التي
توصلوا إليها، وأنهم سيواصلون البحث أملا في التوصل إلى مادة سائلة، تتكسر
بسرعة عند التعرض لهجوم بالليزر، فتمنع وصوله للعين، ثم تتجمع ثانية بسهولة
عند انتهاء ذلك الهجوم، كما ستكون المادة السائلة مفيدة في حال التعرض لهجمات
ليزر متعددة، لأن تكسّرها – ثم تجمّعها– كمادة واقية سيكون أسرع بسبب سيولتها.
ورغم أن تقنيات الليزر لم تصل بعد إلى المستوى الذي يسمح باستخدامها على نطاق
واسع في الحروب، فإنها –كما ذكر الباحثون– تتطور بمعدل سريع للغاية، كما أنها
تصير في المتناول وبتكلفة أقل مع مرور الأيام.
ورغم أن هناك فسحة من الوقت قبل أن يستخدم الليزر على نطاق واسع في الحروب،
فإنه يخشى أن يستعمله بعض الجماعات الإجرامية ضد أفراد الشرطة.
وشارك في تمويل هذه الأبحاث مركز أبحاث الجيش الأميركي، بمنحة بحثية قدرها
مليون دولار، وينتظر أن يستمر التمويل خلال الأعوام القادمة.